ظهرت فكرة إعداد الموازنة العامة للدولة على الأساس الصفرى (الموازنة الصفرية) لأول مرة عندما تم تطبيقها فى ولاية جورجيا الأمريكية عام 1960، وتعتمد فكرة تبويب الموازنة العامة وفقاً للأساس الصفرى على أساس أن تبدأ الوحدة الإدارية الحكومية تقدير إستخداماتها ومواردها من نقطة الصفر بدلاً من إستخدام فكرة إعداد الموازنة السنة المالية الجديدة وفقاً لموازنة السنة المالية السابقة بعد إدخال التعديلات الحتمية عليها، فالموازنة الصفرية بهذا المعنى تمثل عملية تخصيص للموارد بحسب النتائج المتوقعة، لذلك فهى مرتبطة بمفهوم موازنة البرامج والأداء مع الأختلاف فى نقطة بداية إعداد الموازنة.
ويتطلب إعداد الموازنة وفقاً للأساس الصفرى هو تحسين العملية التخطيطية والرقابية وتنمية المهارات الإدارية، إلا أن هناك صعوبات فى تطبيقاتها العملية، وأول هذه الصعوبات يتمثل فى الإجابة عن التساؤل التالى ؟ ما هو المنطق الذى يقضى بأن تبدأ عملية إعداد الموازنة من نقطة الصفر طالما أن هناك بيانات ومعلومات متوافرة من الموازنات السابقة، يضاف إلى ذلك أن الموازنة الصفرية تعنى الخروج عن فرض الإستمرار فى المحاسبة وهو من الفروض الأساسية التى تشكل إحدى دعامات نظرية المحاسبة، كما أن إعداد الموازنة وفقاً للأساس الصفرى يعنى إهدار الطاقات المتاحة من عملية التخطيط.
يتبين من العرض السابق أن مفهوم الموازنة العامة للدولة، قد مر بعد مراحل تبين كل مرحلة الاتجهات المحاسبية والإدارية المسيطرة على فكر القائمين بإعداد الموازنة، وفى هذا المجال أرى أن المفاهيم المختلفة للموازنة العامة للدولة تعد مناسبة إذا طبقت فى الظروف الإقتصادية والإدارية التى تلاءمها وفقاً لمدى التقدم الإقتصادى للدولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق